هذا زمان المَسْخرة
 

 

هذا زمانُ المَسخَرَة
هذا زمانُ الفَشـخَرَة
هذا زمانُ الجَهلِ يَمشي شامِخاً
مُتَخَفِّياً تحتَ قِناع الدَّكـتَرَة
والسُّخفُ يَقبَعُ للعقولِ إنِ اشتَكَتْ
والجُبنُ يرفُلُ في ثيابِ العَنتَرَة
ومُتَداعِيَ الأخلاقِ يَذبَحُ بنتَهُ
ويَروح يسجُدُ رَكعتينِ تَشَكُّرا
وإذا الزَّعيمُ تقَصقَصَت أذيالُهُ
ملأَ البِلادَ تَنَمُّراً وتَجَبُّرا

هذا زمانُ المَسخَرَة
هذا زمانُ البَختَرَة
هذا زمانُ الشَّعر المُضَمَّخِ بالـ"جِلي"
واللِّحيَةِ المَملوسَةِ المُتَعطِّرة
والجُوخُ يُلبَسُ تحتَ أسمالِ التُّـقَى
وبَوْسُ الكلابِ.. ذاكَ شَرطُ المَختَرَة
والبَدلَةُ الغرّاءُ إذْ هِيَ أُلبِسَتْ
للثَّعلبِ المَكّار أصبَحَ ناسِكاً
أو قائِداً في القَصر يهوَى السَّيطَرَة
ويَسوقُ قُطعانَ العِبادِ على صِراطِ المَسطَرَة

هذا زمانُ المَسخَرَة
هذا زمانُ الثَّرثَرَة
هذا زمانُ القادرين على فنون الهَتوَرَة
المارقين على حقوقِ الطَّبْع والتَّأليفِ
الرابضين على دُروبِ الشَّوشَرَة
فإن كُنتَ فَذّاً سَخَّفوكَ يسُخفِهِم
وتناهشوا أشلاءَكَ المُتَكَسِّرَة
فمَنطقُ العقلِ مُهاترٌ في عُرفِهِم
ومِنطقُ الرَّجمِ مُسانَدٌ بالزَّنطَرَة.

هذا زمانُ المَسخَرَة
هذا زمانُ الهَمشَرَة
هذا زمانُ المَجدٍ إذ هوَ بالنذالَةِ يُشتَرى.
أهيَ الخِيانَةِ حينً نُصبِحُ مَوْقِفاً،
أم الشَّهامة حينَ تُمسي في عِدادِ السَمْسَرَة؟!

هذا زمانُ المَسخَرَة
هذا زمانُ البعثَرَة
هذا زمانُ الاغترابِ عن الكِتابِ...
وعن العقولِ النَّـيِّرَة
هذا زمانُ الاقترابِ من الجنونِ...
هذا زمانُ الهَستَرة.
 


   

 

لطفاً إشترك في الصفحات التالية   




 

المزيد من قصائد العدد 62