يوميات صبي صغير
 

 

في بلادي ينام الناس
فوق أسطح دورهم الترابيه
كي تستقبل السماء أحلامهم
والأماني دونما حجاب...
كي يتلقوا وعد السماء
والعطايا دون وسيط...
في بلادي ينام الصبية عطشى
والنهر على مرمى حجرٍ
بيد أن دون النبع غولاً
يخطف الدمع من محاجر العرائس
في بلادي...
الحقول غدت صفراء...
يقترسها الجراد القادم من بعيد
والأشجار أجهضت ثمارها...
فلا غيم يعبر
ولا دعاء يُستجاب
وحده السؤال يتدلى من أعين الأمهات
دمعاً كالحصى
يخدش بهاء الخد ويزيد العمر دهور....
وحده السؤال يتدلى
في شراشيب سُبّحات العجائز السوداء
ووحده الصمت يطرح الجواب......

(٢)
وضعتني أمي في موسم الحصاد...
بين شتلات الحشيش الخضراء...
قبضت علي التراب إذ جاءها المخاض
صرخت....
خذيه أيتها الأرض الأم...
هذا بِكري لك...
خذيه وارمهِ للحياة قرباناً
عسى ترضى السماء
فتنبت حقولنا سنابل حبلى....
.......
مذ وُلدتُ هناك...
طعم التراب يستوطن حلقي
والغبار يُعفّر وجهي...
ووجهي مشطور لا يدري
أي الدروب يمضي
قد كبلتني هناك أمي....