عملية ضد السفارة الأمريكية في دمشق


 

 

- الزمان:- كانون أول - ديسمبر من العام 2001
- المكان:- أمام السفارة الأمريكية في دمشق ..
- المناسبة:- إعتصام نشطاء للاحتجاج على التدخل الأمريكي في شؤون العراق ...
-----------------------------------
عناصر من أجهزة المخابرات السورية متواجدة في المكان مع المعتصمين .. منهم من يصور .. ومنهم من يكتب أسماء .. ومنهم من يسجل أحاديث النشطاء بين بعضهم البعض ....

أخذت صديقتي السورية "نورا" إلى زاوية قريبة من المسؤول عن عناصر المخابرات .. وكان برتبة مقدم ... وكان قد استفسر عني من أحد المسؤولين الفلسطينيين الذين كانوا يأتون لعشرة دقائق للتسليم على المعتصمين وأخذ الصور التذكارية .. ومن ثم الذهاب إلى مقهى هافانا أو فندق الشام لاستكمال مهامهم "الثورية على طريق تحرير فلسطين" ...

حاول المقدم أبو فراس التقرب مني .. بعد أن قيل له أنني من " الولايات المتحدة الأمريكية" ... فأشفقت عليه من برد الشام .. وطلبت له قدحا من الشاي الساخن من أحد الباعة المتجولين ..

نورا ... صديقتي السورية ... كانت تقف بعيدا عنا قليلا .. وتغمز لي بعينها أن أنتبه .. وكنت أبتسم لها إبتسامة صفراء ...

طلبت من نورا أن تقترب مني .. فشنكلتها وقلت لها بصوت يستطيع المقدم أبو فراس سماعه:
" لدي حل عملي لإجبار السفارة الأمريكية على إغلاق أبوابها لعشر سنوات قادمة .. أفضل بكثير من إعتصامنا كل يوم …. ولنسميها عملية إنتحارية ضد الأمريكان" ..

جن جنون أبو فراس عند سماعه كلمة عملية … وقال لي: "يا دكتور .. لا نريد مشاكل يرضى عليك" ...
أجبته .. إنها عملية بسيطة لن توقع ضحايا ونريد همتكم معنا ...
أصبح أبو فراس يرتجف .... وقال لي .. ماذا تريد أن تفعل ومتى؟؟؟
أجبته:- إليك ما سأفعله ...
سوف أشتري عددا من السيتيرنات الكبيرة جدا .. وبدلا من تعبئتها بالماء ... أفكر بتعبئتها بكمية كبيرة من الخراء ... أجل الخراء .. وأوقفها على رأس الطلعة وأتركها تصطدم بالسفارة الأمريكية ...

هل بامكانك أن تتخيل معي .. كم من الوقت سيمضي موظفوا السفارة في تنظيفها وإزالة الروائح الكريهة؟؟؟ ...

لم يستطع أبو فراس تمالك نفسه من الضحك ... والضحك .. والضحك .. وطلب من عناصره عدم مضايقة المعتصمين ...

في اليوم التالي ... كنت في زيارة لمركز الحزب الشيوعي ... القريب من السبع بحرات .. فأبلغني الرفيق المسؤول عن المكتب بأن أبو فراس طلب منه أن أحضر لزيارته في مبنى أمن الدولة ... وكان المبنى قريبا من المركز الثقافي الروسي .. وعتبة الطاحونة الحمراء المقدسة ...

ذهبت إلى مبنى أمن الدولة وأنا متوقع أن يطلب مني مغادرة سورية .. وسألت عن أبو فراس ... الذي استضافني لساعتين في مكتبه نتحدث عن حياته الشخصية وأولاده وقريته القريبة من حمص ... ومن ثم دعوته لتناول الغداء .. فاقترح مطعم أبو كمال ...

نعم .. كانت سورية والسوريون محكومون بالأجهزة الأمنية والمخابراتية ... لكن سورية كانت أجمل من اليوم ...