واحات


توضيح مهم حول القضية الفلسطينية

ريم شطيح | سورية

مجلة الكاتب اليساري :: ريم شطيح  رد مستعجل إلى صديق وأسئلة مهمة:

* أولاً يا صديقي، من زمن ونحن ندافع عن القضية الفلسطينية لأنها قضية إنسانية أخلاقية عادلة وليس لأنها قضية عربية أو دينية. قضية شعب طُرِد من أرضه بالقوة ومُنِع من حق العودة لها.

* ثانياً، إذا منطلقك هو تحرير الأقصى واعتبارك فلسطين عربية إسلامية، فأنت تقوّض القضية وتختزلها وتسلخها من جذر المشكلة ألا وهو "قضية شعب وليس دين،" وتقع في خطأ يريده أعداؤك (في هذه القضية) أن تنزلق له وهو أسْلمة القضية وأدْلجتها بهذا الشكل، وهذا طريق لا ينتهي إذا ما قِسنا بهذا المقياس. فإذا قلتَ فلسطين عربية إسلامية، سيأتي مَن يقدّم أدلّته التاريخية أنه كان في تلك الأرض قبل الإسلام وبالتالي هو أحق بها، فتخسر القضية أكثر ما أنت خاسر. هذا وقد يأتي آخرون ويقولون نحن الأقدم وأحق منهم بالأرض وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية...

(إننا يا صديقي وإذْ ندعو لرفض قيام أي دولة على أساس ديني ومنها إسرائيل التي تريد أن تبني دولتها "اليهودية" على أنقاض شعوبنا، نرفض أيضاً بالمقابل صبغ القضية وشعب ووطن كامل بصبغة دينية في أي مكان. فلا نُنهي عن خلقٍ ونأتي بمثله.) فاحذر أن تعطي عدوّك سلاحاً يحاربك به متفوّقا على سلاحك.

* ثالثاً والأهم ولن تسمع هذا من كثيرين، ستأتي ألف صفقة أخرى طالما نحن ما زلنا مرتهنين لن أقول فقط للخارج؛ بل لقوقعة منهجية نرى الآخر المختلف من خلالها ونقيس بها اختلافنا عنه بالدين والمعتقد والثقافة المجتمعية ونمط الحياة لا سيما فيما يخص الشِّق الإجتماعي ومستوى التحرر المجتمعي في العلاقات واللباس وحقوق المرأة وحقوق الأفراد لممارسة حريتهم واختيار المعتقد وحق الإيمان وعدمه وطريقة الحياة من دون أن يرجمهم المجتمع وغيره من الحقوق.

فإذا كنتَ يا صديقي تطالب وتسعى لتحرير فلسطين على أساس ديني وترفض تحرير المرأة في مجتمعك وتحرير نفسك والإنسان في داخلك من هذه القوقعة وترفض التطوّر المعرفي والعلمي والانفتاح المجتمعي؛ فلن تتحرر أرض ولن يكون لك شأن في العالم ولا صوت يُسمَع لتُحرّر أو تفعل أي شيء، وهذا ما يراهن عليه مَن تعتبره عدوّك.

(إنّ الدعوة لاتحاد مجتمعي على أساس ديني فقط من شأنه تحطيم الهوية الوطنية الجامعة وتعزيز الطائفية والتطرف الموجود وجذب تهمة الإرهاب وزيادة القوقعة التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط منفصلة بها عن الواقع الخارجي وما يحدث اليوم من تطور فكري ومعرفي وتكنولوجي واقتصادي في العالم جعل هذا العالم قرية صغيرة لم يعد للتقوقع مكان فيه). فأنْ تكونَ متقوقعاً ضمن دينك وطائفتك؛ فأنت عاجلاً أم آجلًا ستكون خارج المنظومة العالمية المتطورة.

لتكن الدعوة للتحرير شاملة لكل شيء للأرض والعقول والنفوس.
هذا وقد اختصرت، اللهم إني بلّغت!