الراقصون على مسرح الفايسبوك


 

واحات

مجلة الكاتب
حمزة الذهبي
العراق

 قال من بين ما قال ونحن نتجاذب، فيما بيننا، أطراف الحديث حول مواقع التواصل الاجتماعي :
- " .... يا له من عصر مجيد للمؤثرين فايسبوكيا."
تساءلت :
- " ما معنى مؤثر فايسبوكي ؟ "

نظر إلي باستغراب، كأنه يقول لي وهل هناك ، في هذا العالم، من لا يعرفهم، ثم أجابني على سؤالي قائلا :
- " المؤثر فايسبوكيا، ببساطة هو كائن لعين ليس لديه ما يفعله في حياته اللعينة، لهذا يقضي وقته في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ،يبحث وينقب عن أي شيء لافت للانتباه، أي حدث يخلق البوز ليكون أول شخص يتحدث عنه، ذلك هو عمله المقدس، الجبار، السامي، الممجد، الذي يجعله يحس أنه ذو قيمة ومكانة تفوق قيمة ومكانة الجميع – وما أكثر ما يلفت الانباه في عصرنا المجلل بالخزي والعار لهذا فهو دائم الانشغال، لا يجد حتى الوقت لحك رأسه - أي أنه شخص يحب أن يحشر أنفه في أي شيء وفي كل شيء، اللعين تجده يفهم في الكرة والسياسة والدين والحريات الفردية والقانون والسينما والفن والمسرح والأدب. بينما تنهال عليه اللايكات من طرف جيوش من الفايسبوكيين، أقصد مجموعة العبيد، أقصد مجموعة من المريدين، أقصد مجموعة من الأرقام، عفوا أقصد أناس لا يملكون أي شيء من التفكير النقدي فهم نتاج المدرسة المغربية التي جعلتهم بلهاء، أقصد ضباع، أقصد مسطحين، أقصد فاشلين، أقصد سذج، أقصد تافهين. "

بعد أن أنهى كلامه، بادرته قائلا:
- " يذكرني كلامك عن المؤثر فايسبوكيا، بالراقص الذي تحدث عنه ميلان كونديرا في روايته البطء. الراقص الذي يحتل المسرح كي يجعل أناه تتـألق. الراقص الذي يحب ويعشق أن يبقى دائما تحت الأضواء، الاستعراضي الذي يمكن أن يفعل أي شيء، وإن كان لا يؤمن به، كي تبقى الأضواء مُسلطة عليه، الراقص الذي يسعى إلى أن يوجه اهتمام الجميع، العالم بأسره، نحوه "

هنا قاطعني بالقول:
- " نعم ذلك هو "
ثم أضاف:
" الراقص ، يا له من تشبيه ووصف، كأن كونديرا يتحدث عنهم، من اليوم فصاعدا، سأستعير مفهوم الراقصون لأطلقه عليهم "

أترك مداخلة

Message

شكرا لمداخلتك،
سوف يتم نشرها أسفل مقال الكاتب