عالم بلا أخلاق
 

 

امريكا التي اجتثت عرقا بشريا من على وجه الارض هم الهنود الحمر تتشدق اليوم بالديمقراطية وتقدم نفسها كحامية لها ويصدقها كلا تنابلتها وكذا تفعل حكومة ملكة بريطانيا سيدة الاستعمار على وجه الارض ومعها حكومة المانيا الهتلرية باتت ايضا تتحدث عن الديمقراطية وحق الدول بالسيادة وتنسى انها تخضع لاحتلال امريكا حتى اليوم وفرنسا سيدة المجازر والغاء الشعوب تقدم حكومتها نفسها كراعية للحريات ولأنني اكتب فقط باسم البسطاء من الناس ولهم فقد صار لزاما علي ان اسال ورثة الاتحاد السوفياتي العظيم عن الدور الذي يقومون به بإصرارهم على قتل وتشريد شعب مجاور كان يوما جزءا من حياتهم ثقافتهم وبلا رحمة ويتقبلون عقوبات امريكا واوروبا ويواصلون تزويد مصانع الغرب بالغاز والبترول وهم يعرفون انها نفس المصانع التي تعاود تزويد اوكرانيا بالسلاح ليقتل الجنود الروس والجنود الاوكران معا وتتضخم خزائن صانعي السلاح الغربيين.

الصين سيدة الثورة الشعبية تقف موقف المتفرج صامتة وكان لا حول لها ولا قوة وكذا تفعل الهند وايران التي تخضع لأبشع عقوبات غربية قبل روسيا ولكنها تشيح بوجهها عن كل ما يجري مكتفية بموقف اللا موقف معتقدين انهم بذلك يخرجون من عباءة القتلة أيا كانت جنسياتهم ليبدو العالم جميعا بلا اخلاق حين يحارب روسيا لانها تقتل الشعب الاوكراني وتدمر بلاده بينما يصمت هذا العالم جميعه بما في ذلك روسيا والصين والهند عن الغاء شعب واسم وارض فلسطين وعن تدمير العراق واستباحة ليبيا واشعال نار الفتنة في سوريا وما الى ذلك.

أي عالم هذا الذي يرى مصالحه فقط فتتامر امريكا على الجميع لتبيع سلاحها قبلهم ثم تتحالف معهم ضد روسيا ويتفقون مع روسيا ضد نووي ايران يتواجدون في سوريا جميعهم حماة ومحتلين وجميعهم يطلقون النار على السوريين ويتركون لإسرائيل حق فعل ذلك ايضا دون ان تهتز شرايين دمهم الازرق.

لا اخلاق في عالم صناعة السلاح والموت ولا ديمقراطية الا لإرادة الاقوياء وعلى الجميع ان يقتل الجميع الا الخمسة الكبار فلا احد يقترب منهم ويكفي الشعب الاوكراني نموذجا وامريكا تقدم لهم كل السلاح ليقتلوا ويموتوا وتعلن على الملأ انها لن تحارب روسيا وانها حتى لن تحاول استفزازها فإلى متى سيقبل البشر كل البشر بما فيهم شعوب دول الغرب القبول بمكانة القطيع لا اكثر لدى حفنة قليلة من سارقي ثروات الارض وقاتلي الشعوب بلا خجل فمن يشيدون مصانع السلاح ويحتكرون حق المفاعلات النووية ويطورون اسلحة الدمار الشامل والموت هم قلة من الوحوش اللا آدميين ممن لا ينتمون قطعا الى الجنس البشري وهؤلاء هم اعداء البشر وليس المواطن الروسي ضد الاوكراني ولا السوري ضد الشوري ولا الليبي ضد الليبي وهكذا.

عالم بذيء ووقح يسيطر على قطعانه البشرية مجموعة صغيرة من الوحوش والمصيبة كل المصيبة ان القطيع يصفق علنا لقتل ذاته حين يطلق الجنود الفقراء من أي عرق او دين كانوا رصاص اعدائهم عليهم ليقتلوا بعضهم ويصفق لهم الاتون للموت بعضهم بنفس الطريقة والاداة بينما ينشغل زملاء لهم في مصانع السلاح بتجهيز ادوات موتهم واخرون ينقلون هذا الموت وغيرهم يدير الموت على شاشات التلفاز والبعض يصنع الخبز للقتلة والبعض يكتب تمجيدا وتبريرا للموت والقتل.

عالم بلا اخلاق على شكل لوحة سيريالية عجيبة غريبة كل ما فيها قائم على الموت والكراهية أيا كانت قصائد العشق النرجسي للذات والارض والبشر فجميعها تصب في خانة تمجيد الانا السخيفة التي يصوغها كما يحلوا لهم لصوص الارض الكبار فتارة يصنعون قومية او يلغون عرق حسبما تقتضي مصالحهم ويظل القطيع البشري جاهزا للعب الدور المراد لأي منهم حسبما مرسوم لهم بإرادة المخرج من حفنة اللصوص ليقتنع اللص ان من يرغب بالموت يستحقه ومن يرغب بالحياة يستحقها وبالتأكيد فهم برايهم ونسلهم وحدهم من يرغبون بالحياة ولذا فهم فقط من يستحقونها.

على الجنود المتحاربين في كل بقاع الارض ان يديروا اسلحتهم للخلف ليقتلوا جلاديهم ثم يحرقون اسلحتهم ليصنعوا لهم فنجان قهوة يرتشفوه بسلام الحياة معا فهم وحدهم من يستحقون الحياة وليس من يصنع لهم موتهم ليحيا هو.