رصيف مقهى رضا علوان
 

 

على رصيف المقهى الكبير
حيث يتجمع الأبطال
أصحاب الأسماء التي تسبح في سماء المدينة
مثل النجوم
فنانون
شعراء
قصاصون
أمميون
برجوازيون من كل الأصناف والمسميات
جميلات وجميلون ومستجملون
تختلط رائحة القهوة برائحة الفخر
وأحيانا برائحة الكذب
نقاشات شتى
أحاديث تنتسب للماضي... للحاضر.... للحداثة والكونية
كلهم يتكلمون
منهم من يثرثر
ومنهم من يصنع قصائد خلاعية
وأخرون يبكون على حقوق الشغيلة
البعض من النسويات يجلسن ليرصدن تشوهات العقل الذكوري
والذكوريون يكتبون من تحت الموائد قصائد للتوسل
وأخرى للزحف
وثالثة قصائد تستخدم في جميع المناسبات
يقول صديقي البروليتاري جاسم العظيم
أود أن أخبر صاحب المقهى أن يطلي جدرانها باللون البنفسجي
أو ربما من الأفضل أن يتم تغيير المسمى
لتكون المقهى البنفسجي لرواد عصر النهضة والتخلف
أما أنا مجرد عابر سبيل
أمشي على أطراف أصابعي
خوفا من أن أعكر أجواء الحضور
جلست أراقب حديث الناس
الشارع المحاذي للمقهى كأنه نهر جف ماءه
يشكو الحاضرين
ويشكو للحاضرين لوعة العطش
لا أحد يرى النهر المار
ولا أحد يظن أن جنب المقهى طريق يمر
يحمل هموما وعناوين
في صباح اليوم التالي
قرأت في كل الصحف
أن الحاضرون في الليلة الفائتة في المقهى
قرروا أن يعلنوا الحرب على الجهل
وعلى التفاهة
وعلى المتطفلين على مملكة الثقافة
فأخبرنا صديقي العظيم
أنه سيعلن التوبة هذا اليوم
في شوارع الشيخ عمر
ويعود لمهنة الصياعة والضياعة
وحب الشجاعة
........... وقال صديقي
ما ستفعل أنت أيها اللا مثقف المأزوم
قلت في المرة القادمة سأحمل كتابا
بحجم لوحة جدارية
وأغزوا المقهى
وأطلب من عامل النظافة
أن ينادي الحاضرين
لقد جاءكم الحداثي الكوني
رائد الواقعية
وسفير السوريالية
وواحد من أواحد الرمزية التطاولية
فلتسقط الأشتراكية والرجعية والإسلاموية
وكل الألقاب الفكروية والنفطوية والبوهيمية.


   

 

لطفاً إشترك في الصفحات التالية