الكلمة


لم يستطع أبي إدخالي مدرسة دينية خاصة.
كان عقلانياً، درست في المعارف.
عندما كبرت أدركت أننا كنا فقراء.
علّمتُ أولادي في إحدى أفضل المدارس الدينية الخاصة، لكنّ
المسؤولة في الإدارة لم تعاملني باحترام.
ليس كثيرا عندما طلبت تقسيم القسط على دفعات شهرية لأنه صار
غالياً جداً، خصوصاً عندما أبلغتها مرة بأنني لن أستطيع أن
أدفع أول الشهر لأن راتبي في الجريدة تأخر وأنا لا أتهرب وسوف
أدفع.
قالت لي المسؤولة المتبرجة: "لماذا أنتم لا تعملون حسابكم
جيداً قبل أن تأتوا بأولادكم ليتعلموا عندنا؟"زز
عبارة سوف أسمعها حرفياً تقريباً بعد سنوات عديدة من بطريرك
طائفتي حين سألته: "لماذا لا تفعلون شيئاً لأبنائكم الذين
يتألمون لتعليم أولادهم في مدارسكم؟"
قال لي: "لماذا لا يرسلونهم إلى المعارف؟ لماذا لا يطالبون
نوابهم والوزراء بتحسين المعارف؟"
كانت الراهبة الرئيسة تتهلل فرحاً في الحفلات وهي تكرم
المافيوزي الذي كان يتبرع بكرم لنشاطات المدرسة.
تجلسه في الصف الأول
تشيد بفضائله على الميكروفون..
وأنا طوعاً في الصف الأخير حاضراً من أجل الأولاد، أكتم
احتقاراً للمافيوزي والراهبة التي لا تعرف، ولاحقاً للبطريرك
وأقارن بينهم وبين صديقي الفقير يسوع.
متذكراً الآن أن عدم احترام المسؤولة في الإدارة حملني على
خيار الهجرة، وعندما عدت صارت تعاملني بكل التكريم.

[للتعليق على المقالة]
وصلنا النعليق على المقالة .. سوف تنشر بعد تدقيقها لغويا .. شكرا لك

وصلنا النعليق على المقالة .. سوف تنشر بعد تدقيقها لغويا .. شكرا لك