تغاريد


أين يا أطﻼل جندُ الغالبِ؟
أين آمون وصوتُ الراهبِ؟ ....
كلمات قالها الشاعر أحمد فتحي معابد اﻷقصر أقصى صعيد مصر ،
ونسج لحنها محمد عبد الوهاب ..
هذا "النشيج " قصيدة فكرة الخلود الكرنك، يحملني ويسرح بي ...و
يجعلني، بل يجعلنا نتساءل، ماذا بعد؟ وماذا قبل؟
المرض يخيف واحدنا، والشيخوخة مرعبة، و فكرة الموت تبعث الهلع،
فكيف بفكرة "الذهاب" وصوﻻً إلى ال (أين)؟..
نعم، "أين"؟ أين كل ما كان ومن كان ؟؟.. فكل شيء إلى زوال ..
ملوك تماهوا مع اﻷلوهية، وعبدتهم الناس آﻻف السنين،ورغم ذلك،
لم يبقَ منهم، اﻻ ذاك اﻻسم وبعض اخبار قد ﻻتكون عن ذات الشخص
حتى، (فمع مرور اﻷزمان تختلط اﻷخبار و يتبعثر كل شيء)...
المجد، الغنى،الثروة، السؤدد، القوة، الجبروت، البطش، اﻻجرام،
الملاحم، السطوة، الهيمنة، البطولة، الحقائق، اﻷكاذيب... تاريخ
يُكتب، تاريخ يزور، هزائم، ذل، خنوع، تبعية ......وقائمة قيم
"بشرية "ﻻتنتهي. كل ذلك زائل، فهل يعرف أي منا - حتى المختصين
- وجه، من كان، وما كان، وكيف كان أي شيء، الدقة والمصداقية
قبل مئة عام فقط..؟؟؟
أجزم ان الجواب :ﻻ، أبداً أبداً .. فأستغرب كمّ الدروس الهائل
الذي يُعرض أمامنا كبشر، كل لحظة وكل آن، وﻻ نستفيد منه، وﻻ
نتعظ، وﻻ يدفعنا أبداً الى أن نعزز "اﻹنسان "فينا.. ...
هل يعتقد أي قائد أو زعيم تافه ممن يحكموننا اليوم، أن أحداً
سيتذكر اسمه بعد مئة عام (اﻻ من قبل بعض الدارسين)؟؟ حتى آمون
- ذاك (اﻹله)- لم يبق منه سوى ...أطﻼل واسم يتداوله بضع مئات،
مليء بغبار اﻷسطورة...
