من قتل العالم العراقي اليساري عبد الرزاق مسلم الماجد؟


ياسر جاسر قاسم
العراق


 

 
مجلة الكاتب :: ياسر جاسر قاسم

اختلفت الروايات في قتل الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد وكانت وفق ثلاث روايات سنذكرها حسب الشهادات ، الا اننا سنتوقف عند ما اسميناه السيناريو المفترض الاقرب الى الواقع في حادثة مقتل الدكتور الماجد وهذا السيناريو رسمناه وكتبناه بعد وصول شهادات مهمة تخرج للملأ للمرة الاولى منذ مقتل الماجد ومن قبل عائلته التي تفصح هنا وتقطع الشك باليقين بالسؤال الذي ارق الكثيرين : من قتل الماجد؟

(الرواية الاولى)

فحوى الرواية:
(انه لم يك المقصود بالقتل بل قصد السيد موسى موسوي اصفهاني حفيد المرجع الشيعي ابو الحسن الموسوي الاصفهاني وكان معارضا لنظام الشاه ولاجئا عند العراق ويدرس (بتشديد الراء وكسرها) في جامعة البصرة منذ سنوات وكان مستهدفا من قبل السافاك ، وعندما تعرضوا لهم قتل الماجد بالخطأ ، اذ ما كان هو المستهدف) وهذه الرواية ذهب اليها:

الاستاذ الناقد خالد السلطان
الاديب عبد الحليم مهودر
الاستاذ الدكتور اسعد كبة "ويعضدها بطبيب كان شاهد عيان في المستشفى الجمهوري في البصرة اذ وضع السيد موسوي اصفهاني في ردهة المعلمين وضرب طوق امني مشدد عليه خوفا من رجوع فرقة الاغتيال للاجهاز عليه، معتبرا هذا دليل على ان السافاك هو من قام بالاغتيال وليس السلطة ولو انه دليل ليس بالكافي لان اية سلطة ممكن ان تتظاهر بالموضوع وتضع حمايات وان كانت هي الفاعلة !!!!"

الاستاذ الاديب ضياء جمال الدين
الاستاذ الشاعر عبد العزيز عسير
وشهادة موسى الموسوي نفسه الذي كان مع الماجد اثناء الاغتيال:
"انا ادرس (بتشديد الراء وكسرها) في جامعة البصرة منذ اربع سنوات ،ثم حاول اغتيالي السافاك الشاهنشاهي برصاصة في ظهري وفي يدي وكنت مع عبد الرزاق مسلم الماجد استاذ الفلسفة في الجامعة الذي قتل ، وكان القتلة يستقلون فولكس واكن وهربوا الى القنصلية الايرانية التي اغلقت المنافذ حولها جميعا وحطم زجاجها واراد الطلاب اشعال النار فيها لكن الحكومة لم تسمح بذلك"

وفي سؤال وجهناه الى استاذ الفلسفة في جامعة البصرة محمد جواد الموسوي: من قتل الماجد ؟ اجابنا بما نصه"اني سالت موسى موسوي شخصيا عن الحادث وقد اخبره ان المستهدف هو الموسوي من قبل السافاك".

وعندما وجهنا سؤالنا الى الدكتور محسن كاديور حول مقتل الماجد اجابنا بهذه الرسالة التي وصلت عبر الايميل والتي يعضد من خلالها تورط السافاك بمقتل الماجد وانه ما كان مقصودا..
(لم يسبق لي أن سمعت عن الدكتور موسى موسوي أصفهاني والدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد قبل قيام الثورة الاسلامية في سياق البحث، تعرفت على موسى موسوي أصفهاني ودرست جميع أعماله السياسية وماذا كتب عنه.

وعن محاولة اغتياله في البصرة، وعرفت منه ان الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد قد قتل في هذه الحادثة، كما حاولت التحقق حول العملية ومعرفة ما إذا كان القاتل سافاك إيران أم المخابرات العراقية والهدف الرئيسي لاغتيال أصفهاني أم الماجد. كانت نتيجة التحقيق الذي أجريته أنه "بناءً على الأدلة المتاحة"، تم تنفيذ عملية الاغتيال من قبل سافاك إيران والهدف الرئيسي للاغتيال هو الموسوي، وتم إطلاق النار على الماجد بطريق الخطأ..).

(الرواية الثانية)

إن حزب البعث هو الذي صفاه على الرغم من كونه لم يصل بعد الى السلطة اذ تم الحادث على ضفاف شط العرب بتاريخ 21/3/1968 ولكن البعثيين كانوا يقومون بتصفيات سيما ان الماجد كان عضوا بارزا في الحزب الشيوعي العراقي. وكان مفكرا يساريا معروفا.

والمرسل الوحيد للرواية الثانية كما يسميه الدكتور محسن كاديور هو "محمود الداعي" وروايته هي كالتالي: "موسى موسوي كان مقربا من البعثيين، وكان البعثيون في البصرة يحاولون اغتيال شخص شيوعي ساخط ولانهم سوف يتعرضون للاذى اذا فعلوا ذلك شخصيا فقد قاموا بالتنسيق مع موسى موسوي لتنظيم العملية مع شائعة ان السافاك هو من قام بها ويقتضي الحال باستدراج موسوي للماجد على ضفاف شط العرب، بالتالي اتبع موسوي الخطة ارضاء للبعثيين واستدرج الماجد الى المكان وقتل هذا الشخص الشيوعي، ولقد فعل هذه الخدمة خدمة للبعثيين والبعثيون مدينون له".

 وينفي الدكتور محسن كديور هذه الرواية بتقرير للسافاك كان قد نشر في جنيف والذي يوضح (ان السافاك ما زالت تستعد لقتل معارضين من امثال موسى موسوي وتيمور بختيار). ويضيف الدكتور محسن كاديور ان لموسى موسوي علاقات وطيدة مع البعثيين بعد وصولهم للسلطة بعد خمسة اشهر من اغتياله في البصرة (هذا كلام مرسل غير مدعوم بوثائث من قبل الدكتور كاديور) ولكن ليس من الواضح لماذا اغتيل الماجد الماركسي ولماذا يجب اغتيال الموسوي نفسه في هذه المرحلة وينهي كاديور كلامه "لا تتوفر الادلة المتاحة مبررا معقولا للرواية الثانية" وهنا اضيف ما رواه من عاصر الحادثة من الاصدقاء المشار اليهم ما يدحض هذه الرواية، وهي ان الماجد وموسوي كانا قد ذهبا لعيادة استاذ معهم في الجامعة يقع بيته قريب شط العرب فقتل  هناك. فهذا يدحض رواية ان موسى موسوي هو الذي حضر للواقعة بالتعاون مع البعثيين.

كما يضيف كاديور دعما للرواية الاولى ان تقرير السافاك في جنيف لا يمكن انكاره وهذا ما ايده ابو الحسن بني صدر الذي كان وثيق الصلة بالاحزاب في ذلك الوقت ،يقول بني صدر "اطلق السافاك النار عليه، والماجد ليست لديه مشاكل انذاك مع البعثيين وكان استاذا جامعيا، يبدو انه لا يوجد سبب لاغتياله على ايدي البعثيين "وهنالك اشخاص يؤيدون ان السافاك من قام بالمهمة وهم كل من "محتشمي بور، فردوسي بور، رضا بورجي". هؤلاء كانوا من الدائرة المقربة من السيد مصطفى الخميني، مصطفى الخميني الذي ايد ان البعثيين هم من قام بالعمل اي انه ايد رواية "الداعي" وذكر مصطفى الخميني ان حزب البعث قبل مقدمه للسلطة قام بالاغتيال وادانت هيئة الدعاية البعثية انذاك العمل كما ادان السافاك ذلك والذي اتهم بالاغتيال وافادت التقارير ان السافاك نفسه ابلغ السلطات العراقية بعدم قبول نسب الاغتيال اليه".

وهنا يقول الدكتور كاديور، كيف لم يكن محتشمي بور وفردوسي بور وبورجي اللذين كانوا مقربين من مصطفى الخميني بعلم بمثل هذه الرواية "اقصد رواية ان البعثيين هم من قاموا بالاغتيال والتي ذكرها مصطفى وانكرها تلامذته المشار اليهم" بالتالي فان مصطفى الخميني كلامه غير مبرر باتهام البعثيين بالعمل، بالنتيجة فان تقرير السافاك وكلام بني صدر وكلام موسى موسوي نفسه وتلامذة مصطفى الخميني والبصريون اللذين ذكرناهم في بداية المقال ممن عاصر تلك الفترة كلها هذه الادلة تؤيد الرواية الاولى، مع ذلك فان لدينا مؤيدين للرواية الثانية وهم كل من: محمود الداعي، مصطفى الخميني.
• اما الدكتور كاظم حبيب فعندما سالناه عمن قتل الماجد قال: ((كان كاتبا مقداما وثوريا حقيقيا ومفكرا مبدعا، لقد اغتاله البعثيون كما اغتالوا غيره من الرفاق)) .......

(الرواية الثالثة)

اما الرواية الثالثة فهي تورط اجهزة الامن العارفية بقتل الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد وهذه جاءت عبر رواية عائلته وشهاداتهم ففي حوار دار بين الاستاذ باسل محمد عبد الكريم والدكتور سعد السعدي زوج بنت الدكتور الشهيد عبد الرزاق مسلم الماجد قال "في عام ١٩٦٦ وصل الشهيد الى بغداد عن طريق سوريا متخفيا .. وبطريق سري .. اي تهريب .. وبقي مختفيا لفترة من الزمن لكنه عاود نشاطه السياسي دون ان يراه او يعرفه احد من المعارف .. ولكني التقيته عدة مرات بسبب علاقتي الحميمة مع العائلة وتفهمي لكل الاوضاع التي يمر بها .. وقد اخفيت ذلك على جميع من حولي .. لم يكن يعرف بوجوده في العراق من العائلة سوى القلة .. مثلا .. والده لم يكن يعرف الى ان خرج للعيان، واخوته من ابيه يحبهم جميعا خصوصا الولد البكر الذي يحظى بدلال خاص من قبل الشهيد لكنه هو ايضا لم يكن يعرف بوجوده .. والدته لم تكن تعرف بوصوله العراق وذلك لانها تعيش مع ابنتها الكبرى وهي متزوجة .. اخته الكبرى والصغرى لا يعرفان بعودته .. خوفا من المحضور .. الذي كان يعرف بوجوده، اضافة لي كل من .. عمه الاستاذ المرحوم جهاد ضمد الماجد .. وهو يعتبر والده الثاني .. فهو ليس له اولاد لكنه اعتنى بالشهيد اكثر من عناية والده له .. وكان محط اسراره واحد اهم مستشاريه في كل شؤونه الحياتية .. وقد ترك عائلته امانة عنده عند سفره للدراسة في الاتحاد السوفيتي انذاك .. وقد رعاهم طيلة فترة غيابه .. وعندما سمع باغتياله تأثر كثيرا بحيث اصيب بجلطة في الدماغ ارقدته المستشفى وكم حاولنا انقاذ حياته حتى ان ابي اخذه برفقة زوجته الى بلغاريا، لكنه توفي هناك..

الشخص الثاني الذي كان يعرف بوجوده هو والدي ووالدتي فما وثيقي الصلة به .. طبعا زوجته واولاده .. وكذلك اخو زوجته الاستاذ نعيم عيال نصار بسبب العلاقة الوثيقة التي ترتبط بها زوجته مع عائلة اخوها .. واخرين قلائل جدا من المقربين والذين يثق بهم ..

كان ذلك الزمن ملئ بالاحداث العجاف .. فقد اعلنت مجموعة من قيادة الحزب الشيوعي العراقي وثيقة سميت بخط اب، وسمي هذا الخط بالخط التصفوي الذي كان يرمي حل الحزب والاندماج بالاتحاد الاشتراكي انذاك تقربا مع تجربة مصر .. وكان الحزب ينحى منحى يميني لم يرق الى العديد من الاعضاء الثوريين الذين عانوا من القمع والاضطهاد وشاهدوا رفاقهم الابطال وهم يصعدوا اعواد المشانق ويتحملوااصناف التعذيب ويستشهد معظمهم نصرة لوطن حر وشعب سعيد ..
قام هؤلاء بالانشقاق على الحزب وتكوين ما سمي انذاك بالقيادة المركزية وحملوا شعار الكفاح المسلح ..

وكما توارد لدي ان الشهيد كان عضوا في القيادة المركزية عندما جاء الى العراق ..

وبعد فترة من الزمن لم يستطع الشهيد البقاءمتخفيا فبدأ ممارسة نشاطه الاعتيادي وتعرف الحميع عليه .. بما فيهم والده .. وقد حضرت يوما دعوة عشاء اقامها والدي، المرحوم عواد سعدون السعدي، وكان مدعوا لها كل من مسلم ضمد وجهاد ضمد والشهيد .. ويبدوا ان الدعوة كانت من اجل الضغط على الشهيد لترك العمل السياسي والاهتمام بعائلته التي تحتاج اليه وقد تركها وطرا من الزمن وقد كبر الاولاد ويحتاجون الى رعاية الاب .. لكنه كان حديا معاهم وذكرهم انه لم يذهب الى الدراسة كانسان عادي او وصولي او منتفع بل ذهب ليمثل الحزب الشيوعي ويرجع ليكون عنصرا فعالا في المجتمع والحزب لتنفيذ راية الحزب الشيوعي .. ولن يثنيني احد عن ذلك .. وابدى احترامه لهم وعبر عن تفهمه لما يريدونه ولكنه هذا قدره ان يكون شيوعيا ويدافع عن الشيوعية في بلد تكالبت عليه القوى الرجعية من كل حدب وصوب .. وانتهى اللقاء دون ان يفوز الاهل بقناعة ولدهم بالعرض الذي قدموه ..

كان في ذلك الوقت مشكلة معادلة شهادات الدول الاشتراكية وخصوصا القادمة من الاتحاد السوفيتي وبالاخص جامعة الصداقة .. فتوجه حينها بكتابة الرسائل الى المسؤولين .. تلك الرسائل التي يحملها بيديه اليهم.. وقد استطاع الحصول على مقعد وظيفي في جامعة البصرة .. وذهب اليها لوحده دون المجازفة باولاده وزوجته .. لانه كان يدرك ان هذا الامر غير طبيعي ولو بقي على قيد الحياة فسوف لن يستمر هناك .. وفي فترة تواجده في جامعة البصرة حظي بحب الطلبة وجل الهيئة التدريسية هناك.

لقد تعرف على الدكتور موسى الموسوي انذاك والذي كان يدرس في نفس الجامعة، ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقة بينهما بحيث كان يقضي جل وقته معه .. وحسب معلوماتي وما اتذكر منها .. فان هناك تعاونا بين السافاك والامن العامة العراقية فصار الاتفاق على التخلص من الاثنين في آن واحد (بسبب نشاطهما السياسي كلا على حدة) .. وهذا الذي حصل فكانت الرصاصات التي تلقاها الشهيد قاتلة بينما موسى الىموسوي رغم اصابته بالصدر الا ان الرصاصة استقرت في مكان ما ولم تصل القلب فانقذت حياته""

• شهادة الدكتور حسين الهنداوي المعضدة لقتل الماجد على ايدي اجهزة الامن العارفي "ليس مستبعدا ان تستهدفه الاجهزة الرجعية العارفية او البعثيين" .........

• شهادة نعيم عيال شقيق زوجة الماجد:
(ان اللجنة التي كان بعضويتها الماجد هي منظمة الدفاع عن الشعب العراقي وانا اتذكرها جيدا .. كان يرأسها محمد مهدي الجواهري وعضويتهامن شخصيات اخرى بضمنهم الدكتور عبد الرزاق مسلم .. وكانت لها اجتماعات الاول في موسكو والثاني في براغ والثالث في المانيا ...
يقول نعيم عيال انه بعد ثورة الرابع عشر من تموز نقل الى الناصرية ليصبح مدير ثانوية الناصرية ومسؤول منظمة الناصرية للحزب الشيوعي .. وقد شكل وفدا من الناصرية النقى عبد الكريم قاسم .. وكان نعيم شاهد عيان عن الوفد لكنه لم يدخل معهم الى وزارة الدفاع حيث مقر الزعيم .. قدموا الى الزعيم التهاني وعرضوا عليه بعضا من مطاليب اهالي الناصرية ..

يقول نعيم ان الشهيد يتحلى بروح مرحة، جميل المعشر .. بحيث انه قادر على كسب الاصدقاء لدماثة خلقه واستعداده لتقديم المساعدة لمن يحتاجها او يطلبها .. حتى الاعداء حماهم من موت محقق .. فمثلا انقذ حياة فيصل سبتي حيث ان طلابه حاولوا قتله .. وكذلك انقذ حياة رشيد مصلح قائد الحامية انذاك وكان عنصرا رجعيا اساء الى اهالي الناصرية .. وقد اصبح رشيد مصلح الحاكم العسكري العام بعد انقلاب شباط..

• شهادة السيدة شكرية عبد الرزاق زوجة السيد نعيم عيال نسيب الدكتور الماجد (اخ زوجته) :
"دعينا انا والسيدة نعيمة عيال زوجة الشهيد الدكتور الماجد بعد استشهاده الى امن البياع في بغداد وهناك اخرج لها مدير الامن مسدسا وقال لها : بهذا المسدس قتلناه. وهددها الا تصدر اي عمل يعرضها الى نفس المصير."

• شهادة السيدة نسرين عبد الرزاق مسلم الماجد (ابنته):

تقول نسرين .. ابان انقلاب شباط الاسود كانت هناك حملات عالمية للتضامن مع الشعب العراقي (لجنة حقوق الانسان العالمية للتضامن مع الشعب العراقي) وكان الشهيد عضوا في هذه اللجنة.

اما عن اطروحة الدكتوراه للماجد فقد ترجمها هو الى العربية تحت عنوان (مقدمة ابن خلدون) .. والترجمة بخط يده .. أخذها الرفيق الشهيد صفاء الحافظ .. بعد وفاته وطبعها في بيروت .. وهناك العديد من النسخ بقيت في العراق مهملة لان الناس تخاف .. والنسخ الخاصة بالعائلة اتلفت او دفنت او احرقت خوفا من النظام .. انا نفسي غادرت العراق وتركت ارثا كبيرا .. وهذا الارث اهمل لعدم وجود من يعتني به .. لاسباب منها الخوف ومنها الانشغال بالامور الحياتية .

اين هي النسخة الاصلية للاطروحة لا احد يعرف .. اي دار نشر في بيروت طبعتها لا اتذكر..

كما ان الشهيد والدي كان عليه حكم غيابي لاسباب سياسية من قبل الحكومة العارفية لا اتذكر تفاصيلها وعندما رجع العراق تحرك بذكاء متنكرا بشخصية اخرى ليلاحق هذا الحكم فعرف انه ساقط عنه، تحركه هذا لانه كان يروم التقديم على عمل ولكي يحصل عليه لابد ان يحصل على عدم محكومية ونالها فيما بعد، (وهذا الذي يفسر دخوله متخفيا للعراق في شهادة الاستاذ سعد السعدي التي وردت في اعلاه). وتوجه السيدة نسرين اصابع الاتهام الى المدعو انور ثامر العاني وكان محافظ البصرة في حينها وقبلها كان مديرا للامن العام العراقي منتصف ستينات القرن الماضي.

اصدقاء الشهيد كما ترويها السيدة نسرين عبد الرزاق:
من اصدقائه:
١. مهدي عودة ( شنور) .. قائد مسيرة عمال النفط في بابا كركر - التقى به الشهيد في الخالص عندما ابعد لاسباب سياسية من الناصرية الى الخالص .. وتكونت علاقة خاصة به استمرت الى حين انقلاب شباط الاسود حيث اعدم الشهيد مهدي
٢. محمد علي الماشطة ودارا توفيق وهاشم السامرائي هؤلاء اصدقاءه من فترة الاتحاد السوفيتي .. وهم عادوا الى العراق حينذاك.
٣. من الصابئة دحام رومي ومحسن رومي وعواد سعدون وصبري مهوس وورد عنبر
..............................................................................
السيناريو المحتمل

من خلال أشارة السيدة نسرين عبد الرزاق الى ضلوع السيد انور ثامر العاني بمقتل الدكتور الماجد، هذه المعلومة استنفرت جهودنا في البحث عن سيناريو افتراضي اقرب الى الواقع حول هذه الجريمة ..

• تبدأ الحكاية في ان السيد انور ثامر العاني عين مديرا للامن العامة في منتصف الستينيات، وفي هذه الفترة الدكتور عبد الرزاق وبالتحديد سنة 1966 كان قد عاد الى العراق متخفيا وكان نشاطه الشيوعي تحت المراقبة اي ان له ملفا في مديرية الامن العامة التي كان السيد انور ثامر مديرا لها، واستمرت عملية المتابعة له في فترة ذهابه للاتحاد السوفيتي وفترة رجوعه. وقبل رجوعه كان هنالك حكما غيابيا عليه فعندما تاكد بسقوط الحكم عنه تقدم بطلب للتعيين بعد رجوعه، وفي هذا الاثناء كان السيد انور متصرفا للواء البصرة، علما ان المسلم كان نشطا جدا في المجال السياسي وكان تحت المراقبة كما اسلفنا وفي نفس الوقت وبالتحديد سنة 1967 كان هنالك انشقاقا في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وتشكيل قيادة مركزية والتي اعتمدت الكفاح المسلح لاسقاط النظام العارفي في اهوار جنوب العراق والذي ثبت انه كان يعمل معها ولكونه من نشطاء القيادة المركزية فقد كان تحت الرقابة الشديدة كما اسلفنا وهنا تتضح شيئا فشيئا معالم الخيوط التي ساهمت في وقوع هذه الجريمة النكراء ....

طبعا وقبل اغتيال الماجد وما بعد ذلك شهدت حركة الكفاح المسلح تنظيم القيادة المركزية تصاعدا في وتيرتها والتفافا شعبيا حولها جعل الاجهزة الامنية العارفية في استنفار وحذر شديدين في ظل هذه الاجواء المشحونة تمت تصفية الماجد وبعده بشهور قليلة تم تصفية البؤرة الثورية في اهوار جنوب العراق وتصفية قائدها خالد احمد زكي.

أترك مداخلة

Message

شكرا لمداخلتك
سوف يتم نشرها أسفل مادة الكاتب