لا أستطيع الدفاع عنك يا سيّدي
وأنتَ ضابط الكُلّ!
لن أستطيع تبريرك أبدًا
طالما لحضرتك آلاف الممثلين
وملايين المندوبين من رجال الدين
طالما لك جنودًا للحَرفِ وأتباع
لا أستطيع سوى أن أخشى عليكَ من الضَيَاع!

لا أستطيع الدفاع عنك يا الله للأسباب التالية :
العصفوران الّذان بيعا بفلسٍ واحِدٍ
يشفقان على أطفالٍ تُباعُ للموتِ بالمجان
تقع العصافير صعودًا إلى السماء
وأطفالنا تقع إلى التراب مع الركام!
لا أستطيع الدفاع عنك لأنَّك وعدتنا بالسلام
ثُمَّ نُحِرنا باسمك، وحُرِقنا باسمك!
ولأجل اسمك تجرّعنا الآلام!

لا أستطيع الدفاع عنك لأن غدنا
لا يقوى على الإهتمام بأمره!
ولأن شعر رؤوسنا المعدود بأكمله
يشيب في الطفولة
وكؤوس الماء الباردة
تهرب من ظمأ طفولتنا !
ولأن زنابق الحقل التي تلبس البهاء
تهزأ من المسح الذي يلبسه التعساء!

لا أستطيع الدفاع عنك
لأنك منذ أن بنيت الأرض لنسكنها
ونحن في بحث عن متر مربع واحد
يصلح لأن نعيش الحب فوقه
يصلح لنمو القمح والورد
وكلما بحثنا يا سيدي
وجدنا صخورا وشوكا وزؤان!
وجدنا سلاحا ومالا وأديان!
فهربنا إلى المبيت على سطح المياه
هربنا إلى ترويض العاصفة، وتربية الموج!

يا ضابط الكل!
دع السيادة من يديك
لا نريدك أن تهندس التاريخ
بل نريد للتاريخ أن يسير إليك
دع القلم من تدوين مصائرنا
دعنا نختلف معك بالآراء
دعنا نهبط النار بإرادتنا
فذلك حق لنا!
ونفضله على السلاسل
التي تجرنا إلى السماء!

دع الحكم للشعب يا سيد الشعوب
فأنا لا أستطيع الدفاع عن الديكتاتورية
ولا أستطيع أن أسوق للتيوقراطية!
دع تفاصيل أيامنا لنا أيها الإله الجميل
ألا تعلم أن الشيطان يسكن في التفاصيل؟

دعنا من سيوف الأنبياء ورماح القديسين
أما آن لك من عنف جماعتك أن تستقيل؟
وتعال في المحبة، تعال في الحرية!
لتستطع قلوبنا إليك أن تستميل!
حينها أدافع عنك يا سيدي
وإلا فدافع عن نفسك!
ففي الدفاع يا سيدي أنا الوكيل
وأنت المصدر والأصل، وأنت الأصيل!
---

ملاحظة: في الصورة، ماروني يدافع عن ربّه، درزي يدافع عن ربّه، كاثوليكي يدافع عن ربّه

أترك مداخلة

الاسم الكامل

بريدك الالكتروني

البلد

Message

شكرا لمداخلتك،
سوف يتم نشرها أسفل مقال الكاتب