كمشة حكي
 

 

إعلانٌ صادمٌ صدرعن المكتبة الوطنية الإسرائيلية وصندوق أركاديا، حول مشروع ضخم سيتيح للمتصفحين الوصول الرقمي لأكثر من 2500 من المخطوطات والكتب الإسلامية النادرة جدًا… وعند تصفح بعض العناوين لهذه المخطوطات ستلحظ إضافة إلأى العلماء المسلمين، حضورًا واضحًا للمخطوطات التي نسخها وكتبها يهود عاشوا في المنطقة بوصفهم جزء من هذه الحضارة في ذلك الزمن... مقرالمكتبة على أرض الواقع في القدس وسيتم تطويره بإشراف الحكومة الإسرائيلية وعائلة روتشيلد وبتمويل صندوق ياد هنديڤ وعائلة ديڤيد س. وروث ل. غوتسمان من نيويورك، وستكون المخطوطات متاحة باللغات: الإنكليزية والعبرية والعربية للمتصفحين…

أينها المكتبات والجامعات والمؤسسات العربية والإسلامية من هذه المخطوطات - ولن أقول الحكومات فقد غسلنا أيدينا منهم -، ولماذا تبخرت من بين أيديهم وحتى اهتمامهم للحصول عليها وهم يملكون أموال قارون، في حين الحكومة العبرية ويهود العالم يستولون على المنجز الثقافي الفكري الإبداعي للمنطقة الذي سواء شئنا أم أبينا سيتغلغل هويتهم كي يصير جزءًا من تاريخهم ومنجزهم عبر تزاوج الثقافة، السياسة، والمال سويًا، بهدف يبدو خدمة للثقافة والحضارة الإنسانية العالمية وواقعيًا الاستيلاء على المنجزالحضاري .

مهما ادعينا بالحتميات الغيبية المستقبلية لنا، فهذا لا قيمة له ما لم يكن هناك وعي بالأبعاد الحقيقية للصراع وتنوعاته وتفرعاته، والعمل الدؤوب بانسجام بين المال والفكر والسياسة، وإلا سنذوب...!!!
 


   

 

لطفا إدعم الصفحات التالية   

 

المزيد من واحات في العدد 45   

 

مقالات رئيس التحرير   

 

إدعم مشروعنا الثقافي بالاعلان معنا