المراْة الكردية والنضال السياسي في كوردستان سورية
 

 

انضمت المراْة الكردية إلى صفوف الحركة التحررية الكردية في سوريا منذ تاْسيسها في الخمسينيات من القرن المنصرم، واقتصرالاَمر على النساء اللاتي يعمل احد رجال عائلاتهن (الاب ،الاخ ،الزوج ) في صفوف الحزب. ولدى تأسيس أول تنظيم سياسي كردي في سوريا عام 1957، أقترح إنشاء تنظيم نسائي مرادف للحزب، إلا إن الفكرة بقيت في مرحلتها الجنينية نتيجة الظروف الغيرالمؤاتية لتنفيذها حيث التخلف السائد في المجتمع الكردي على جميع الصعد آنذاك.

وعلى الرغم من وجود حالات فردية إلا أن المشاركة السياسية للمرأة الكوردية في كوردستان سوريا بقيت شكلية حتى الثمانييات. عندها تغيرت نظرة المرأة لمفهوم العمل السياسي وضرورة النضال من أجل تحررها كإمرأة وفي سبيل قضية شعبها المضطهد. فإلى جانب نمو وعي المرأة بذاتها وكينونتها كان لتبني الحركة الكردية شعار تحرير المرأة أثر ايجابي على تطور الوعي المعرفي لدى المرأة نفسها.

وبالإضافة إلى أثر العامل الذاتي ودور الحركة الكردية في دفع المرأة للعمل والنضال، كان لنشاط حزب العمال الكردستاني في كردستان سوريا دورا" كبيرا" بين النساء، حيث تأثرت المرأة الكردية بشعار الحزب ،(تحرير وتوحيد كردستان)، وإلتحقت به بأعداد كبيرة للنضال من أجل حريتهن وحرية الوطن. والجدير بالذكر كان لتغاضي السلطة البعثية الحاكمة في سوريا عن نشاط الحزب أثر في إلتحاق أكبر عدد من النساء بالكفاح المسلح بالإضافة لقناعتهن بضرورة النضال من أجل نيل شعبهن المضطهد حقوقه المشروعة. وناضلت الكثير من النساء في صفوف الحركة التحررية الكردية وعملت لنشر ثقافة قبول الآخر للمرأة ولتبني فكرة ضرورة مشاركتها في مجال السياسة لا سيما إن الشعب الكردي يناضل من أجل تحرره الوطني .

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق والمنظومة الاشتراكية وانتهاء الحرب الباردة، تغيرت الكثير من المفاهيم الآيديولوجية في العالم وتأثرت الحركة الكردية بدورها بتلك التحولات، وتراجع مفهوم ضرورة العمل التنظيمي الحزبي في المجتمع عموما وبين النساء خاصة. وبالرغم من الانتكاسات في الكثير من الأحيان ما زالت المرأة الكردية تعمل لترتقي لمستوى عدالة قضية شعبها وقضيتها الإنسانية في الآن نفسه. وفي انتفاضة آذار2004 والنشاطات التي تلتها، أثبتت إنها لا تقل بطولة ووعيا عن الرجل.

ولإتمام مشاركة المرأة الفعلي في العمل السياسي نرى ضرورة وضع شعار تحررالمرأة في الميدان العملي. فهو بحاجة لدراسة معمقة لتبيان ما المقصود به. إذ إن نضال المرأة وإنضمامها لصفوف الأحزاب الكردية لم يتخطى الخط الأحمر بعد، والمتمثل في المهادنة والمساومة والتمسك بكافة موروثات الماضي المعيقة للفكر الإنساني. فهي بعيدة عن مراكز القرار في تلك التنظيمات ولم تتطرق بعد ميادين العمل السياسي الجاد البعيد عن التنظير والشعاراتية التي جمدت العقل والفكر الكرديين.

ولكي تتخطى المرأةالكردية مرحلة الجمود في حياتها ونيل حريتها المسلوبة لا بد من تضافر جهودها مع الرجل في النضال لنيل الشعب الكردي حريته.
 


   

 

لطفا إدعم الصفحات التالية   

 

المزيد من واحات في العدد 45   

 

مقالات رئيس التحرير   

 

إدعم مشروعنا الثقافي بالاعلان معنا