بسم الله يبدأ الكذب
وبالله أكبر يبدأ التدمير والذبح


 

المقال


نصار جرادة
فلسطين

 

 * كبسولة :
هل يعرف من يهتف على جثة ضحيّته – أخيه - الله أكبر ، أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو : أصغر من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين ؟! ... محمود درويش .

يبدأ المتأسلمون وتجار المقدس من أبناء جلدتنا ، على اختلاف مسمياتهم وأطيافهم ومشاربهم ومصالحهم وحيثما كانوا في كل قطر عربي ، أي حديث لهم - مرئي أو مسموع - يتحفوننا به كل حين بمناسبة أثيرة أو تافهة أو بدون، بعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) إذ يرونها لازمة وضرورية للتمهيد لغزو عقولنا وتدجينها وحشوها بما يريدون!!!

ويبدأ القتلة المجرمون منهم كل عملية استهداف تدميري أو قتل غير مبرر لأنفس استباحوها واستحلوا إزهاقها واستسهلوه بعبارة أثيرة عزيزة على قلوب الخلق هي (الله أكبر)!!! يحصل هذا في بلداننا الضحية التي أريد لها أن تكون مسرحا لتطرفهم البغيض وسعيهم الحثيث للوصول إلى الكرسي والتمترس فوقه لأطول فترة ممكنة بغطاء ديني بحت !! بلداننا التي أريد لها أيضا أن تنقسم وأن تنشغل بذاتها وتغرق في أتون صراعات داخلية لا تنتهي وكأن ما بنا أصلا لا يكفينا، وأن تكون ساحة لثورات مفبركة مصنوعة يكون هؤلاء الملتحون المزيفون أبطالها الرئيسين المفترضين!! وليكتمل المشهد ويؤتي ثماره يتم تسجيل ذلك صوتا وصورة وينشر على نطاق واسع عامدا، لأن الرسالة التي يراد إيصالها للخلق بطريق ماكر غير مباشر تقتضي إظهارهم بمظهر المسلمين الحقيقيين الخلّص وحماة الدين الأوفياء والأوصياء المنقذين، في اكبر عملية تدليس وتدجين ممنهج تحصل للعقل العربي في مطلع القرن الحادي والعشرين !!!.

وبعد :
لقد ارتبط كل نطق باسم الله جل وعلا بادئ ذي بدء بالاستفتاح والتمهيد لقراءة القرآن الكريم كتابنا المقدس الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، وتطور الأمر لاحقا ليصير استعمال العبارة لازما وضروريا قبل الشروع بالأكل لتحل البركة وتسود وكذا عند ذبح الذبائح ... الخ ، ولا غبار ولا اعتراض على ذلك إذا صدقت النوايا وخلص القول أو فعل (الذبح) لله!!!، إلا أن التوظيف السياسي للعبارتين واستغلالهما على نحو غير مبرر وغير مقبول وغير مشروع – بنظرنا – هو المصيبة العظمى والطامة الكبرى والاتجار الرخيص بالمقدس، وهو فعل يقود بعد حين يعلمه الله إلى نتائج كارثية على المستوى السياسي العام، فليس من حق أي منا أن يحتكر أو يستسهل الكذب والخداع باسم الله أو باسم الدين ، وليس من حق أي منا أن يستسهل قتل ابن وطنه بفتوى رخيصة من شيخ ( قابض) موتور!!

ابن وطنه الذي يخالفه الرأي والرؤية أو الفكر والمنهج!!!

ويا متأسلمون: لم تريدون منا أن نصدق ونعتقد بأن إجرامكم حلال وبأن الله يباركه وبأن الله أكبر من ضحاياكم الذين تستهدفونهم، دون أن يكون جلا وعلا أكبر منكم أنفسكم يا – براغيث - عندما تسقطون وتقتلون برصاص خصومكم، كفاكم كذبا وخداعا وسطوا رخيصا على وعي الناس ،فكلنا مسلمون؟؟!!  

أترك مداخلة

Message

شكرا لمداخلتك،
سوف يتم نشرها أسفل مقال الكاتب