مجلة الكاتب :: علي قاسم الكعبي :: لماذا نجا الأسد وسقط القذافي وصدام

 



لماذا نجا الأسد وسقط القذافي وصدام؟


علي قاسم الكعبي
العراق


 

المقال

 

معظمنا يرى أن هنالك تشابه كبير جدا في كاريزما صدام - القذافي فهاتين الشخصيتين هما ظاهرتين صوتيين أكثر من كونهما قادة حقيقيون، حيث ما يجمعهما أكثر ما يفرقهما بدأً من الحصول على الكرسي والشعارات القومية والوطنية اللتان كانا يختفيان خلفهما وكانا يقعان تحت تأثير أفكار شوفينية إجرامية اقصائية ويحلمون باستعباد الناس وكأنهم باسم القومية نصبوا انفسهم كشرطين لحماية العرب فقد تقاسموا الوطن العربي فواحدا على الميمنة وآخر على الميسرة في أرضٍ غنية بالبترول ويمكن القول بأن العرب انفسهم ساهموا في صناعة هاتين الشخصيتين كناية بإيران أو من أجل الرمزية وانبهروا بخطاباتهم القومية والعدائية لإسرائيل كونهم لا يمتلكون الجراءة ولو بالكلام على إسرائيل ومحاربة ايران

فصدام وصفة الخليج العربي بحارس البوابة الشرقية والمدافع عنهم واغدقوا علية كل ما بوسعهم ودفعوا به باتجاه محاربة إيران من أجل استعادة جزر إماراتية لم تطالب بهما الاخيرة حتى اليوم واستطاع أن يزيح السعودية من الزعامة ويجعلها تحت قدمية ومن ثم انقلب عليهم والقذافي كان يحّلم هو الآخر بالسيطرة على القارة السمراء وازاحة مصر التي تمثل القيادة الإفريقية بعيدا وقد تمكنا من تحقيق هذين الحلمين طبعا بمباركة أمريكية واوربية واضحة من خلال تجييش الدولة وعسكرتها وحجم التبادل التجاري مع دول العالم وعدد الشركات الكبرى التي يتعاملوا معها وإطلاقوا يدهم لتصفية خصومهم ومعارضيهم وسط انبهار عربي بهاتين الشخصيتين وقد ساعدهم على ذلك ان هاتين الدولتين تمتلكان وضعا اقتصاديا جيدا
فالعراق وليبيا من أهم الدول المنتجة للبترول وان هذا القطاع منتعش كثيرا ويحقق إيرادات كبيرة جدا ولكن مقدار ما يحصل علية الشعب لا يتعدى سد رمق الجوع فقط فيما تذهب معظم الإيرادات لزيادة الترسانة العسكرية والى تجييش الاقلام الماجور التي تنفخ فيه وتمكنوا من بسط نفوذهم بقوة الحديد والنار وتمكنوا من اخفات معارضيهم شمالا وجنوبا وبعدها استشعروا الخطر المحدق بهم وحددوا مكامن الخطر فوجدوا أن الإسلام هو عدوهم الذي لابد من التخلص منه مهما كان حجمة وثقلة في المجتمع وان كان يحمل صفة مقدسة عند المجتمع كالحوزة الدينية في النجف وتم واسكاتها بعد أعدام المفكر الشهيد الصدر الأول ثم الصدر الثاني وعدد كبير من العلماء وفي الجهة الأخرى فإن القذافي لم يكن في قاموسه شيء من الرحمة وارتكب حماقات وجرائم خطيرة وان كان أهمها تغييب السيد موسى الصدر والذي لازال مصيره مجهول حتى اللحظة. وهذا يعني أن الحماقات التي ارتكبها صدام القذافي كان لها الأثر الواضح في أن يتخلى الشعب عن نصرتهم مع انهم يعلمون أن ما بعدهم قد لا يكون افضل حالا وكذلك ان امريكا اتخذت قرارا لا رجعة فيه. ومن المفارقة أن مصير صدام هو ذاته مصير القذافي بذات الذلة ، اما الحديث عن بشار الأسد فهو الآخر كان يحلم في بسط سلطته على بلاد الشام وجميعنا يعلم حجم التدخل السوري في لبنان مع انه كان يرفع شعار حماية الجولان ولابد أن يعرف الجميع أن موازين القوى قد اختلت ومعها قد اختلفت المصالح مع تنامي قدرة روسيا ومحورها وبروز نجم كوريا والصين أي لم يعد العالم ذو قطب واحد وان أمريكا تعلم علم اليقين بقوة هذة الدول وعليها التعامل بحذر مع هذة المتغيرات ودعك من الترهات بأن أمريكا قادرة على محو إيران وحلفائها فماذا ستفعل مع روسيا وكوريا والصين وحتى بريطانيا لذلك هي ادارت ظهرها عن ملف اسقاط الاسد بعدما منحت الخليج كل شي حتى انتهت المهلة ولم تحقق أي هدف وأمريكا لا تريد أن تسقط في وحل الملف السوري فعدت الخطة ب للتنفيذ حتى لا تخسر مكانتها وهذا ما استغله الأسد وامد بعمرة بعدما كان يحزم امتعته للرحيل من سوريا هذا من جهة حتى أن الشعب السوري هو الآخر صار يخشى نهاية كنهاية العراق وليبيا اللذان لازالا يصارعان من أجل بناء بلدانهم المنهكة... ...

أترك مداخلة

Message

شكرا لمداخلتك،
سوف يتم نشرها أسفل مقال الكاتب