المقال


ولدت حركة القوميين العرب من رحم المعاناة على
يد الاحتلال التركي، وبفضل غبائه الذي ساهم في
رفع سقف المطالب العربية من حكم ذاتي وتخفيف
قبضة إسطنبول المركزية إلى نداء الاستقلال
التام، بعد أن قوبلت بالقمع على يد السفاح
جمال باشا والي دمشق.
انتقل مركز الحركة إلى القاهرة بعيدا عن بطش
السفاح، الذي شكل ديوانا مخصوصا للحرب، لوأد
أحرار العرب وخنق حناجرهم الثائرة بأحبال
المشانق، فكثرت أحكام الإعدام حضوريا وغيابيا،
واستقبل الأبطال العقوبة الظالمة بكلمات غذت
مشاعر التحرر وألقت الرعب في قلوب المحتلين.
أعداء الإصلاح
بدأت دعوات القومية العربية في منتصف القرن
الـ18 بفضل تنامي الحركة التعليمية، فضلا عن
استنهاض الروح العربية في ظل الحكم المصري
للشام في الفترة بين عامي 1831 و1840، وقبل
ذلك التاريخ لم يذعن العرب للاحتلال التركي،
بل قاوموه في مئات الانتفاضات والثورات.
طالب العرب في ثوراتهم بترقية أوضاعهم
ومكانتهم في السلطنة، في البداية طالبوا بحكم
ذاتي أو لامركزي يتبع إسطنبول صوريا بما
يتماشى مع سياسات الباب العالي، ولكنت سرعان
ما رفع العرب مطالبهم إلى الاستقلال الكامل
لما وجدوه من المغتصبين الأتراك.
الأتراك واجهوا مطالب العرب المشروعة بالقمع،
طاردوا أعضاء الجمعيات الإصلاحية، وسجنوا كل
من يحمل رأيا مخالفا للسلطان، فطال القمع
المفكرين والمثقفين وزعماء القبائل والضباط
العرب داخل الجيش العثماني.
زاد القمع في عهد السلطان عبد الحميد الثاني
وصعود جمعية الاتحاد والترقي، وفي الشام ذاق
العرب المر على يد الوالي العثمانلي جمال
باشا، بدءا من العام 1914، إذ شن حملة بوليسية
وحشية ضد القوميين، وأمر باعتقالهم في
القراقولات الشهيرة بـ "غرف العذاب".
محاكم البلهاء
فور تنصيبه على ولاية الشام، شكل السفاح جمال
باشا ديوان حرب وجعل مقره في أعلى بقعة في
جبال لبنان، وعهد إليه بالنظر في القضايا
السياسية والأحكام العرفية، وكان يضم: هيئة
تحقيق وأخرى للقضاة، وجرت جميع التحقيقات في
سرية تامة، في ظل غياب القوانين الضابطة
للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

في كتابه "الثورة العربية الكبرى" يقول أمين
سعيد :"كانوا يكتفون بدرس نفسية القادم
وأخلاقه وأطواره، فإذا تبينوا أنه من
الأذكياء، الذين يخشى جانبهم، أشاروا إلى ذلك
في جانب اسمه، فيأمر الباشا بإعدامه للتخلص
منه، ومعنى ذلك أن معيار الرجاحة العقلية كان
القاعدة في إصدار الأحكام بالنسبة لأكثر
المتهمين".
القوميون العرب فطنوا إلى مذبحة الوالي التركي
ضد وجهائهم وعقولهم المدبرة، واتفقوا فيما
بينهم على التظاهر بالبلاهة للهروب من مشانق
الأتراك، ومن جهة ثانية نجح بعضهم في الهروب
من عقوبة الإعدام بتقديم الرشاوى إلى المحققين
لتصنيفهم ضمن "البلهاء".
شهداء بيروت
تعرض المعتقلون العرب لممارسات وحشية على يد
المحققين الأتراك في محاولة بائسة لإجبارهم
على الإرشاد عن القوميين، وفضل بعضهم الموت
دون الوشاية برفقائهم، من أمثال عبدالكريم
الخليل وعمر حمد وعبد الغني العريسي وشكري
باشا الأيوبي.

من بين القضايا التي خضعت لتحقيقات الأتراك
غير العادلة، اشتهرت قضية "حزب اللامركزية"
بسبب خضوع العشرات من أعضائه العرب للتحقيق في
ديوان الحرب بتهمة الانضمام إلى الحزب الذي
كان يعمل تحت مظلة رسمية، منذ إنشائه في العام
1912، على يد القوميين العرب في القاهرة.
أطلق على الجمعية اسم "حزب اللامركزية
الإدارية العثماني"، وتمثلت أهدافه في العمل
على إقرار اللامركزية في الحكم، وحشد الرأي
العام العربي لتنفيذ هذا الهدف، واختير مقره
في القاهرة بعيدا عن بطش السفاح التركي، وكانت
له فروع في كل من الشام والعراق.
لم يفلت الحزب وأعضاؤه من ملاحقة جمال باشا
السفاح، وأمر في يونيو 1915 باعتقال زعمائه
المشار إليهم، إضافة إلى كل من "صالح حيدر
ومسلم عابدين ونايف تللو ومحمد ومحمود
المحمصاني وعبدالقادر الخرسا ومحمود العجم
وسليم عبدالهادي ونور الدين القاضي وعلي
الأرمنازي".
عساكر السفاح التركي اعتقلوا زعماء الحزب بلا
تهمة، وظن الأهالي أن اعتقالهم إجراء صوري،
وأنه سيتم الإفراج عنهم سريعا، فيما أخضع
ديوان الحرب المعتقلين لتحقيقات سرية جائرة
أمام المجلس العسكري، ليصدر قرار إعدامهم شنقا
بتهم "الانضمام لجمعية اللامركزية، والضجر من
ظلم الحكم التركي".
الاغتيالات العثمانية فتحت شهية السفاح لمزيد
من أحكام الإعدام الغيابية لرموز الحركة
القومية، وكان من بين المحكومين "حقي العظم
والشيخ رشيد رضا ورفيق العظم وشبلي شميل وفارس
نمر ونجيب عازوري والأمير خليل أبي اللمع
ونجيب وأمين ويوسف البستاني وشكري غانم وعزيز
علي المصري ومجيد أرسلان".
"يحيا العرب"
الأتراك اقتادوا أعضاء الحركة المحكومين إلى
ميدان ديوان الشرطة في منتصف ليل 20 أغسطس
1915، حيث نصبت المشانق تمهيدا لتنفيذ عقوبة
الإعدام شنقا أمام الأهالي المحاطين بعساكر
الاحتلال المدججين بالسلاح، وبدأت حفلة القتل
بإعدام الشهيد عبدالكريم الخليل.

توجه الخليل بكلمة أخيرة قبل إعدامه قال فيها:
"لا بد من ضحايا لنيل استقلال العرب، ولنكن
نحن البداية"، ثم جاء الدور على الأخوين محمد
ومحمود المحمصاني، تعانقا طويلا قبل الصعود
إلى المشنقة، وقال الأول :"يشهد الله أني لم
أخن وطني، يشهد الله أن ما فعلته وقمت به كان
عن اعتقاد ثابت لا يتزعزع بخدمة بلادي، فلتحيا
أمتي وليحيا العرب".
نور الدين القاضي أوصى أهله والجماهير بالكف
عن رثائه، وقال كلمته الأخيرة :"بلغوا أخي
سلامي، ثم قولوا له لا يتأثر ولا يبكي، لأني
مت ميتة الأبطال"، فيما لم يسمح المغتصب
التركي لذوي الشهداء باستلام الجثامين،
ودفنوها بشكل مهين في الرمل، وفرضوا عليها
حراسة مشددة.
"نسل قحطان الأبي"
اشتدت الحملة التركية ضد القوميين العرب، وفي
5 أبريل 1916 جرى تنفيذ عقوبة الإعدام شنقا في
يوسف الهاني أحد مشاهير الموارنة في لبنان،
وبعد ذلك بنحو شهر جرى إعدام عبدالحميد الزهار
في دمشق دون محاكمة.
الوالي السفاح أمر بعقد ديوان الحرب مجددا،
وكثرت أحكام الإعدام ضد كل المتهمين بالانتماء
إلى حزب اللامركزية، وتكررت حفلة القتل مع كل
من "شفيق بن أحمد العظم والأمير عمر بن الأمير
عبدالقادر الجزائري وجلال بن سليم البخاري
وعمر بن مصطفى حمد وعبدالغني بن محمد العريسي
والشيخ أحمد بن حسين طبارة".
اقتيد المحكومون هذه المرة إلى ديوان شرطة
بيروت وهم يصدحون بنشيد "نحن أبناء الألي..
شادوا مجدا وعلا.. نسل قحطان الأبي.. جد كل
العرب"، وهتفوا لحظة الإعدام قائلين "حبذا
الموت، حبذا المشنقة في سبيل الوطن، خذونا
كلنا سوية إلى آلة الإعدام"، ونفذ الحكم في 14
شهيدا في بيروت و6 آخرين في دمشق.
ترحيل إلى الأناضول
قررت سلطات الاحتلال نفي 300 أسرة عربية، في
كل من سورية ولبنان وفلسطين، إلى الأناضول في
مارس 1916، لتشتيت حركة القومية العربية، فضلا
عن مصادرة ممتلكات الأسر، كما حكمت بالأشغال
الشاقة المؤبدة على نخلة باشا المطران، قبل
إعدامه في سجن ديار بكر التركي.

لم تتوقف أحكام الإعدام التركية إلا بدخول
الجيش العربي، بقيادة الأمير فيصل بن الحسين،
إلى دمشق في العام 1918، وطرد المحتلين
الأتراك، لتهنأ دماء الشهداء الأبطال في حركة
القومية العربية، بتحقق الغاية التي سالت من
أجلها: تحرير الشام وأرض العرب كلها من
السفاحين الأتراك.
---
المصادر :
1 - أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى
2 - جورج أنطونيوس: يقظة العرب

ولدت حركة القوميين العرب من رحم المعاناة على
يد الاحتلال التركي، وبفضل غبائه الذي ساهم في
رفع سقف المطالب العربية من حكم ذاتي وتخفيف
قبضة إسطنبول المركزية إلى نداء الاستقلال
التام، بعد أن قوبلت بالقمع على يد السفاح
جمال باشا والي دمشق.
انتقل مركز الحركة إلى القاهرة بعيدا عن بطش
السفاح، الذي شكل ديوانا مخصوصا للحرب، لوأد
أحرار العرب وخنق حناجرهم الثائرة بأحبال
المشانق، فكثرت أحكام الإعدام حضوريا وغيابيا،
واستقبل الأبطال العقوبة الظالمة بكلمات غذت
مشاعر التحرر وألقت الرعب في قلوب المحتلين.
أعداء الإصلاح
بدأت دعوات القومية العربية في منتصف القرن
الـ18 بفضل تنامي الحركة التعليمية، فضلا عن
استنهاض الروح العربية في ظل الحكم المصري
للشام في الفترة بين عامي 1831 و1840، وقبل
ذلك التاريخ لم يذعن العرب للاحتلال التركي،
بل قاوموه في مئات الانتفاضات والثورات.
طالب العرب في ثوراتهم بترقية أوضاعهم
ومكانتهم في السلطنة، في البداية طالبوا بحكم
ذاتي أو لامركزي يتبع إسطنبول صوريا بما
يتماشى مع سياسات الباب العالي، ولكنت سرعان
ما رفع العرب مطالبهم إلى الاستقلال الكامل
لما وجدوه من المغتصبين الأتراك.
الأتراك واجهوا مطالب العرب المشروعة بالقمع،
طاردوا أعضاء الجمعيات الإصلاحية، وسجنوا كل
من يحمل رأيا مخالفا للسلطان، فطال القمع
المفكرين والمثقفين وزعماء القبائل والضباط
العرب داخل الجيش العثماني.
زاد القمع في عهد السلطان عبد الحميد الثاني
وصعود جمعية الاتحاد والترقي، وفي الشام ذاق
العرب المر على يد الوالي العثمانلي جمال
باشا، بدءا من العام 1914، إذ شن حملة بوليسية
وحشية ضد القوميين، وأمر باعتقالهم في
القراقولات الشهيرة بـ "غرف العذاب".
محاكم البلهاء
فور تنصيبه على ولاية الشام، شكل السفاح جمال
باشا ديوان حرب وجعل مقره في أعلى بقعة في
جبال لبنان، وعهد إليه بالنظر في القضايا
السياسية والأحكام العرفية، وكان يضم: هيئة
تحقيق وأخرى للقضاة، وجرت جميع التحقيقات في
سرية تامة، في ظل غياب القوانين الضابطة
للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.
في كتابه "الثورة العربية الكبرى" يقول أمين
سعيد :"كانوا يكتفون بدرس نفسية القادم
وأخلاقه وأطواره، فإذا تبينوا أنه من
الأذكياء، الذين يخشى جانبهم، أشاروا إلى ذلك
في جانب اسمه، فيأمر الباشا بإعدامه للتخلص
منه، ومعنى ذلك أن معيار الرجاحة العقلية كان
القاعدة في إصدار الأحكام بالنسبة لأكثر
المتهمين".
القوميون العرب فطنوا إلى مذبحة الوالي التركي
ضد وجهائهم وعقولهم المدبرة، واتفقوا فيما
بينهم على التظاهر بالبلاهة للهروب من مشانق
الأتراك، ومن جهة ثانية نجح بعضهم في الهروب
من عقوبة الإعدام بتقديم الرشاوى إلى المحققين
لتصنيفهم ضمن "البلهاء".
شهداء بيروت
تعرض المعتقلون العرب لممارسات وحشية على يد
المحققين الأتراك في محاولة بائسة لإجبارهم
على الإرشاد عن القوميين، وفضل بعضهم الموت
دون الوشاية برفقائهم، من أمثال عبدالكريم
الخليل وعمر حمد وعبد الغني العريسي وشكري
باشا الأيوبي.
من بين القضايا التي خضعت لتحقيقات الأتراك
غير العادلة، اشتهرت قضية "حزب اللامركزية"
بسبب خضوع العشرات من أعضائه العرب للتحقيق في
ديوان الحرب بتهمة الانضمام إلى الحزب الذي
كان يعمل تحت مظلة رسمية، منذ إنشائه في العام
1912، على يد القوميين العرب في القاهرة.
أطلق على الجمعية اسم "حزب اللامركزية
الإدارية العثماني"، وتمثلت أهدافه في العمل
على إقرار اللامركزية في الحكم، وحشد الرأي
العام العربي لتنفيذ هذا الهدف، واختير مقره
في القاهرة بعيدا عن بطش السفاح التركي، وكانت
له فروع في كل من الشام والعراق.
لم يفلت الحزب وأعضاؤه من ملاحقة جمال باشا
السفاح، وأمر في يونيو 1915 باعتقال زعمائه
المشار إليهم، إضافة إلى كل من "صالح حيدر
ومسلم عابدين ونايف تللو ومحمد ومحمود
المحمصاني وعبدالقادر الخرسا ومحمود العجم
وسليم عبدالهادي ونور الدين القاضي وعلي
الأرمنازي".
عساكر السفاح التركي اعتقلوا زعماء الحزب بلا
تهمة، وظن الأهالي أن اعتقالهم إجراء صوري،
وأنه سيتم الإفراج عنهم سريعا، فيما أخضع
ديوان الحرب المعتقلين لتحقيقات سرية جائرة
أمام المجلس العسكري، ليصدر قرار إعدامهم شنقا
بتهم "الانضمام لجمعية اللامركزية، والضجر من
ظلم الحكم التركي".
الاغتيالات العثمانية فتحت شهية السفاح لمزيد
من أحكام الإعدام الغيابية لرموز الحركة
القومية، وكان من بين المحكومين "حقي العظم
والشيخ رشيد رضا ورفيق العظم وشبلي شميل وفارس
نمر ونجيب عازوري والأمير خليل أبي اللمع
ونجيب وأمين ويوسف البستاني وشكري غانم وعزيز
علي المصري ومجيد أرسلان".
"يحيا العرب"
الأتراك اقتادوا أعضاء الحركة المحكومين إلى
ميدان ديوان الشرطة في منتصف ليل 20 أغسطس
1915، حيث نصبت المشانق تمهيدا لتنفيذ عقوبة
الإعدام شنقا أمام الأهالي المحاطين بعساكر
الاحتلال المدججين بالسلاح، وبدأت حفلة القتل
بإعدام الشهيد عبدالكريم الخليل.
توجه الخليل بكلمة أخيرة قبل إعدامه قال فيها:
"لا بد من ضحايا لنيل استقلال العرب، ولنكن
نحن البداية"، ثم جاء الدور على الأخوين محمد
ومحمود المحمصاني، تعانقا طويلا قبل الصعود
إلى المشنقة، وقال الأول :"يشهد الله أني لم
أخن وطني، يشهد الله أن ما فعلته وقمت به كان
عن اعتقاد ثابت لا يتزعزع بخدمة بلادي، فلتحيا
أمتي وليحيا العرب".
نور الدين القاضي أوصى أهله والجماهير بالكف
عن رثائه، وقال كلمته الأخيرة :"بلغوا أخي
سلامي، ثم قولوا له لا يتأثر ولا يبكي، لأني
مت ميتة الأبطال"، فيما لم يسمح المغتصب
التركي لذوي الشهداء باستلام الجثامين،
ودفنوها بشكل مهين في الرمل، وفرضوا عليها
حراسة مشددة.
"نسل قحطان الأبي"
اشتدت الحملة التركية ضد القوميين العرب، وفي
5 أبريل 1916 جرى تنفيذ عقوبة الإعدام شنقا في
يوسف الهاني أحد مشاهير الموارنة في لبنان،
وبعد ذلك بنحو شهر جرى إعدام عبدالحميد الزهار
في دمشق دون محاكمة.
الوالي السفاح أمر بعقد ديوان الحرب مجددا،
وكثرت أحكام الإعدام ضد كل المتهمين بالانتماء
إلى حزب اللامركزية، وتكررت حفلة القتل مع كل
من "شفيق بن أحمد العظم والأمير عمر بن الأمير
عبدالقادر الجزائري وجلال بن سليم البخاري
وعمر بن مصطفى حمد وعبدالغني بن محمد العريسي
والشيخ أحمد بن حسين طبارة".
اقتيد المحكومون هذه المرة إلى ديوان شرطة
بيروت وهم يصدحون بنشيد "نحن أبناء الألي..
شادوا مجدا وعلا.. نسل قحطان الأبي.. جد كل
العرب"، وهتفوا لحظة الإعدام قائلين "حبذا
الموت، حبذا المشنقة في سبيل الوطن، خذونا
كلنا سوية إلى آلة الإعدام"، ونفذ الحكم في 14
شهيدا في بيروت و6 آخرين في دمشق.
ترحيل إلى الأناضول
قررت سلطات الاحتلال نفي 300 أسرة عربية، في
كل من سورية ولبنان وفلسطين، إلى الأناضول في
مارس 1916، لتشتيت حركة القومية العربية، فضلا
عن مصادرة ممتلكات الأسر، كما حكمت بالأشغال
الشاقة المؤبدة على نخلة باشا المطران، قبل
إعدامه في سجن ديار بكر التركي.
لم تتوقف أحكام الإعدام التركية إلا بدخول
الجيش العربي، بقيادة الأمير فيصل بن الحسين،
إلى دمشق في العام 1918، وطرد المحتلين
الأتراك، لتهنأ دماء الشهداء الأبطال في حركة
القومية العربية، بتحقق الغاية التي سالت من
أجلها: تحرير الشام وأرض العرب كلها من
السفاحين الأتراك.
---
المصادر :
1 - أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى
2 - جورج أنطونيوس: يقظة العرب
