مجزرة قانا الأولى


 
فريق الكاتب

المقال

يتّخذ الإرهاب الصهيوني أشكالاً متعددة لتحقيق أهدافه، فمن عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية إلى المجازر والمذابح الجماعية التي باتت أوسمة تُعلّق على صدور الإرهابيين اليهود وقادتهم كلّما شنّو عدواناً أو مارسوا إرهاباً ضد المواطنين والأبرياء.

وتأتي مجزرة "قانا" لتشكّل دليلاً دامغاً على عقلية الإرهاب الصهيوني الذي بثّ أحقاده في العدوان الذي تعرّض له لبنان في شهر نيسان/أبريل من عام 1996م، والذي أطلق عليه الصهاينة إسم حملة "عناقيد الغضب و"قانا" قرية لبنانية جنوبية وادعة، عانت كما عانى الجنوب من الاحتلال الصهيوني، ودفعت ضريبة الدم في 18نيسان/ أبريل 1996م، عندما كان العدو الصهيوني يقذف حمم حقده على المواطنين الآمنين، الذين التجأوا إلى مركزٍ تابع لقوات الأمم المتحدة لحماية أطفالهم وعوائلهم من القصف، لكن وجودهم تحت حماية الأمم المتحدة وفي ظل علم السلام الدولي لم يشفع لهم فتساقطت القذائف بعد الساعة الثانية من ظهر ذلك اليوم، على مقرّ الكتيبة الفيجية التابعة للأمم المتحدة ما أدّى إلى حدوث مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها أكثر من مئة من المدنيين الذين احترقوا وتطايرت أشلاؤهم مسجّلة صفحة جديدة من صفحات الإرهاب ورغم كل هذا الإرهاب فقد تغاضت الحكومات، وخاصة الأمريكية، عن الأمر وحمّلت المسؤولية "للضحايا"!! الذين رفضوا مغادرة أرضهم تحت تأثير التهديدات الصهيونية العدوانية.

وقد برز الحقد الصهيوني في مقابلة أجرتها مجلة "كل المدينة" الإسرائيلية، حين قال خمسة من جنود العدو أن قائد مربض المدفعية قال لجنوده: "إننا رماة ماهرون.. وهناك ملايين من العرب على أي حال، إنها مشكلتهم، وسواء زاد العرب أو نقصوا واحداً فالأمر سيان، لقد قمنا بواجبنا... كان يجب أن نطلق مزيداً من القذائف لنقتل مزيداً من العرب.

ولكن كل هذه الجرائم والمجازر لم ترهبنا، بل أنبتت الدماء الطاهرة جهاداً وصموداً ومقاومة طوت تاريخ الذلّ والهزيمة وصنعت للأمة صفحة من البطولة والانتصار.